ومنها : صحيحة أبي بصير : «خمسة لا يؤمّون الناس على كلّ حال : المجذوم والأبرص ...» إلخ (١). وهي قويّة السند ، ظاهرة الدلالة ، كصحيحة زرارة : «لا يصلّينّ أحدكم خلف المجذوم والأبرص ...» إلخ (٢).

وبإزائها روايتان : إحداهما : رواية عبد الله بن يزيد : «عن المجذوم والأبرص يؤمّان المسلمين؟ قال : نعم ، قلت : هل يبتلي الله بهما المؤمن؟ قال : نعم ، وهل كتب الله البلاء إلّا على المؤمن» (٣). لكنّها ضعيفة السند من أجل عبد الله بن يزيد ، فإنّه مهمل في كتب الرجال.

ثانيتهما : ما رواه البرقي في المحاسن بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «سألته عن المجذوم والأبرص منّا أيؤمّان المسلمين؟ قال : نعم ...» إلخ (٤).

قال المحقّق الهمداني قدس‌سره عند التعرّض للروايتين : وضعف سندهما منجبر بعمل المشهور (٥).

أقول : لا نرى أيّ ضعف في الرواية الثانية كي يدّعى انجبارها بالعمل ، فإنّ البرقي معاصر ليعقوب بن يزيد ، فهو يرويها عن نفسه بلا واسطة ، إلّا أن يكون نظره قدس‌سره إلى الحسين بن أبي العلاء الخفاف. لكن النجاشي قال عند التعرّض له ولأخويه ما لفظه : روى الجميع عن أبي عبد الله عليه‌السلام وكان الحسين أوجههم (٦). فالرجل ممدوح ، فغاية ما هناك أن تكون الرواية حسنة لا موثّقة ، بل هي في أعلى درجات الحسن كما لا يخفى. على أنّه من رجال تفسير القمّي ، ومن عداه من رجال السند كلّهم أعيان أجلّاء. إذن فالرواية معتبرة في نفسها من غير حاجة إلى دعوى الانجبار.

__________________

(١) ، (٢) الوسائل ٨ : ٣٢٥ / أبواب صلاة الجماعة ب ١٥ ح ٥ ، ٦.

(٣) الوسائل ٨ : ٣٢٣ / أبواب صلاة الجماعة ب ١٥ ح ١.

(٤) الوسائل ٨ : ٣٢٤ / أبواب صلاة الجماعة ب ١٥ ح ٤ ، المحاسن ٢ : ٤٩ / ١١٤٧.

(٥) مصباح الفقيه (الصلاة) : ٦٨٧ السطر ١٦.

(٦) رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٧.

۴۳۵۱