فانّ سليم بن قيس وإن لم يوثّق صريحاً ، لكنّه من جملة خواصّ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد ورد في حقّه الكثير من المدح. فالرواية معتبرة سنداً (١) وتامّة أيضاً دلالة.
على أنّها مؤيّدة بروايات أُخر لا تخلو أسانيدها من الخدش والإشكال (٢) هذا.
مضافاً إلى قيام سيرة المتشرّعة المتّصلة بزمن المعصومين عليهمالسلام على المنع مطلقاً ، حيث لم يعهد من أحد منهم إقامة الجماعة في شيء من النوافل على الإطلاق ، عدا ما استثني كما ستعرف.
ثمّ إنّه قدسسره بعد مناقشته في الروايات المانعة بما مرّ استدلّ للجواز بجملة من الأخبار :
منها : صحيحة عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليهالسلام «قال : صلّ بأهلك في رمضان الفريضة والنافلة ، فإنّي أفعله» (٣). بدعوى أنّ ظاهرها الصلاة مع الأهل جماعة ، فقد دلّت على الجواز في مطلق النوافل كالفرائض.
ويتوجّه عليه : أنّ ظاهر الرواية مطروح جزماً ، لأنّ موردها نوافل شهر رمضان ، ولا شكّ في عدم مشروعية الجماعة فيها حتّى باعترافه قدسسره للنصوص المتقدّمة وغيرها المانعة عن ذلك. فلا مناص من ارتكاب التأويل بحمل الباء في قوله عليهالسلام : «بأهلك» على معنى (عند) وصرفها عن
__________________
(١) الراوي عن سليم في هذه الرواية هو إبراهيم بن عثمان ، أي أبو أيّوب الخزاز ، الذي هو من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام وفي روايته عن سليم الذي هو من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وإن أدرك الباقر عليهالسلام إشكال كما صرّح (دام ظلّه) به في معجم رجال الحديث ١ : ٢٣٣ / ٢٠٨.
(٢) منها ما في الوسائل ٨ : ٣٣٥ / أبواب صلاة الجماعة ب ٢٠ ح ٥ ، ٦.
(٣) [سقطت هذه الصحيحة الواردة في الوسائل / أبواب صلاة الجماعة ب ٢٠ ح ١٣ من الطبعة الجديدة للوسائل].