ولم نجد موجباً لإعادة البحث عن ذلك في الحلقة الثالثة.
وإنّما نجمع كلّ الكمّية التي تحتاجها مرحلة السطح في حلقةٍ متقدمةٍ أحياناً لأحد أسباب : إمّا لسهولة مفردات الكمّية وإمكان تفهّمها من قبل طلبة تلك الحلقة ، وإمّا لوجود حاجةٍ ماسّةٍ إلى تفهّم تلك الكمّية بكاملها في تلك الحلقة بالذات ، لارتباط فهم جملةٍ من مسائلها الاخرى بذلك ، وإمّا للأمرين معاً ، كما هو الحال في البحث المشار إليه ـ أي بحث الطرق لإثبات السيرة المعاصرة ـ فإنّه بحث عرفيّ قريب من الفهم ، وليس طالب الحلقة الثانية بحاجةٍ إلى مِرانٍ علميٍّ أكبر لاستيعابه ، وهو في نفس الوقت يشكّل الأساس لفهم طريقة استدلال الحلقة نفسها بالسيرة على حجّية خبر الثقة ، وعلى حجّية الظهور ، وعلى حجّية الاطمئنان.
ثامناً : أنَّا لم نُدخِل على العبارة الاصولية تطويراً مهمّاً ، ولم نتوخَّ أن تكون العبارة في الحلقات الثلاث وفقاً لأساليب التعبير الحديث ، وإنّما حاولنا ذلك إلى حدّمّا في الحلقة الاولى فقط ، وأمّا في الحلقتين : الثانية والثالثة فقد حرصنا أن تكون العبارة سليمةً ووافيةً بالمعنى ، ولكن لم نحاول جعلها حديثة ، ولهذا جاء التعبير في الحلقتين العاليتين مقارباً في روحه العامّة للتعبير المألوف في الكتب العلمية الاصولية ، وإن تميّز عنه بالسلامة والوضوح ووفاء العبارة بالمعنى ، وليس ذلك لعدم إيماننا بأهمّية تنشئة الطالب الحوزويّ على أساليب التعبير الحديث ، بل لاعتبارين آخرين قدَّمناهما على ذلك :
أحدهما : أنّنا نريد أن نمكِّن الطالب تدريجاً من الرجوع إلى الكتب العلمية الاصولية القائمة فعلاً وفهمها ، وهذا لا يتأتّى إلاّإذا خاطبناه بعبارةٍ قريبةٍ من مفردات تلك الكتب ، ولقّنَّاه من خلال الحلقات الثلاث المطالب الاصولية بنفس المصطلحات التي تستعملها تلك الكتب ، حتى ولو كانت هذه المصطلحات تشتمل