جملةً ناقصةً لا يصحّ السكوت عليها ، بينما «زيد عالم» جملة تامّة يصحّ السكوت عليها.
تنوّع المدلول التصديقيّ :
عرفنا في ما سبق أنّ الألفاظ لها دلالة تصوّريّة تنشأ من الوضع ، ولها دلالة تصديقيّة تنشأ من السياق. والدلالة التصديقيّة الاولى تشترك فيها الكلمات والجمل الناقصة والجمل التامّة. والدلالة التصديقيّة الثانية على المراد الجدّيِّ تختصّ بها الجمل التامّة. وسنخ المدلول التصديقيّ الأوّل واحد في جميع الألفاظ ؛ وهو قصد المتكلّم إخطار صورة المعنى في ذهن السامع. وأمّا سنخ المدلول التصديقيّ الثاني ـ أي المراد الجدّيّ ـ فيختلف من جملةٍ تامّةٍ إلى جملةٍ تامّةٍ اخرى. فالجملة الخبريّة مثل «زيد عالم» مدلولها الجدّيّ قصد الإخبار والحكاية عن النسبة التامّة التي تدلّ عليها هيئتها ، والجملة الاستفهاميّة «هل زيد عالم؟» مدلولها الجدّيّ طلب الفهم والاطّلاع على وقوع تلك النسبة التامّة ، والجملة الطلبيّة «صلّ» مدلولها الجدّيّ طلب إيقاع النسبة التامّة التي تدلّ عليها هيئة «صَلِّ» أي طلب وقوع الصلاة من المخاطب.
ويختلف في ذلك السيد الاستاذ (١) فإنّه بنى ـ كما عرفنا سابقاً ـ على أنّ الوضع عبارة عن التعهّد ، وفرّع عليه أنّ الدلالة اللفظيّة الناشئة من الوضع دلالة تصديقيّة ، لا تصوّريّة بحتة ، وعلى هذا الأساس اختار أنّ كلّ جملةٍ تامّةٍ موضوعة بالتعهّد لنفس مدلولها التصديقيّ الجدّيّ مباشرةً ، وقد عرفت الحال في مبناه سابقاً.
__________________
(١) محاضرات في اصول الفقه ١ : ٤٨ و ١٠٤