ضئيلة الأهمّية ، وقد يتصوّر الملاحظ في بادئ الأمر إمكان الاستغناء عنها نهائياً ، ولكنّ الصحيح عدم إمكان ذلك ؛ لأنّنا بحاجةٍ ـ قبل أن نبدأ بحلقةٍ استدلاليةٍ تشتمل على نقضٍ وإبرام ـ إلى تزويد الطالب بتصوّراتٍ عن المطالب والقواعد الاصولية ؛ حتّى يكون بالإمكان في تلك الحلقة الاستدلالية أن نضمِّن استدلالنا ونقضنا وإبرامنا لهذه المسألة أو تلك ، هذا المطلب الاصولي أو ذاك ، ولهذا رأينا أن نضع الحلقة الاولى لإعطاء هذه التصوّرات العلمية ، فيخرج منها الطالب وهو يعرف معنى الظهور التصوّري والتصديقي ، والأمارة ، والأصل ، والمنجّزية ، والمعذّرية ، والجعل ، والمجعول ، والمعنى الاسمي والحرفي ، والحاكم ، والوارد ، والمخصِّص ، والقرينة المتّصلة والمنفصلة ، والإطلاق والعموم والفرق بينهما ، إلى كثيرٍ من هذه المصطلحات والمقولات الاصولية التي تحتاج الحلقة الاستدلالية إلى استخدامها باستمرار.
ونضع الحلقة الثانية بوصفها حلقةً استدلاليةً بحقّ ، ولكن بدرجةٍ تتناسب معها. وتمثّل الحلقة الثالثة المستوى الأعلى من الاستدلال الذي يكفي لتحقيق الهدف المطلوب من دراسة السطح.
سابعاً : أنّ كلّ حلقةٍ وإن كانت تستعرض علم الاصول ومباحثه على العموم ولكن مع هذا قد نذكر بعض المسائل الاصولية أو النكات في حلقةٍ ثمّ لا نعيد بحثها في الحلقة التالية اكتفاءً بما تقدم ؛ لاستيفاء حاجة المرحلة ـ أي مرحلة السطح ـ بذلك المقدار ، وهذا ما وقع ـ مثلاً ـ في بحث الطرق التي يمكن استعمالها لإثبات السيرة المعاصرة للمعصومين عليهمالسلام ، فإنّنا استعرضنا أربع طرقٍ في الحلقة الثانية (١)
__________________
(١) الملحوظ أنّ الطرق التي استعرضها المؤلّف قدسسره في الحلقة الثانية لإثبات السيرة المعاصرة للمعصومين عليهمالسلام هي خمس طرق لا أربع ، وذلك تحت عنوان (الإحراز الوجداني للدليل الشرعي غير اللفظي) ولعلّه إنّما عبّر عنها بأربع طرق لأنّه ناقش الطريق الأوّل منها وبقيت باقي الطرق ـ ضمن شروطها ـ سليمةً عن النقاش