١٧٥
آخر خارج نطاق البحث الفقهي في هذه المسألة وتلك ، وهذا البحث الآخر هو الذي يعبّر عنه علم الاصول ، وبقدر ما اتّسع الالتفات تدريجاً من خلال البحث الفقهيّ إلى العناصر المشتركة اتّسع علم الاصول وازداد أهميّةً ، وبذلك صحّ القول : بأنّ دور علم الاصول بالنسبة إلى الاستدلال الفقهيّ يشابه دور علم المنطق بالنسبة إلى الاستدلال بوجهٍ عامّ ، حيث إنّ علم المنطق يزوّد الاستدلال بوجهٍ عامٍّ بالعناصر المشتركة التي لا تختصّ ببابٍ من أبواب التفكير دون باب ، وعلم الاصول يزوّد الاستدلال الفقهيّ خاصّةً بالعناصر المشتركة التي لا تختصّ ببابٍ من أبواب الفقه دون باب.