والثاني : أنه يجوز تصديرها بدليل استقبال كالتنفيس في قول زهير بن أبي سلمى :
٣٣٧ ـ وماأدري ـ وسوف إخال أدري ـ
أقوم آل حصن أم نساء؟ (١)
وأما قول الحوفي في ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ (الصافات / ٩٩) : إن الجملة حالية فمردود ، وكـ «لن» في ﴿فَإِنْ لَّمْ تَفْعَلُواْ ، وَلَن تَفْعَلُواْ ، فَاتَّقُواْ النَّارَ﴾ (البقرة / ٢٤) ، وكالشرط في ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الاَرْضِ﴾ (محمّد / ٢٢) ، وإنما جاز «لأضربنه إن ذهب وإن مكث» ; لأن المعنى لأضربنه على كل حال ; إذ لايصح أن يشترط وجود الشيء وعدمه لشيء واحد.
والثالث : أنه يجوز اقترانها بالفاء كقوله : (٢)
٣٣٨ ـ واعلم ـ فعلم المرء ينفعه ـ
أن سوف يأتي كل ما قدرا
وكجملة ﴿فَبِأَىِّ آلآءِ رَبِّكُما تُكَذّبانِ﴾ (الرحمن / ٣٨) الفاصلة بين ﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُفَكَانَت وَرْدَةً﴾ (الرحمن / ٣٧) وبين الجواب وهو ﴿فَيَوْمَئِذ لاّيُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ ، وَلا جآنٌّ﴾ (الرحمن / ٣٩).
الجملة الثالثة : التفسيرية ، وهي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه ولها أمثلة توضحها :
أحدها : ﴿وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هذا إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ (الأنبياء / ٣) فجملة الاستفهام مفسرة لـ «النجوى» و «هل» هنا للنفي ، ويجوز أن تكون بدلاً منها إن قلنا : إن ما فيه معنى القول يعمل في الجمل ، وهو قول الكوفيين ،
__________________
١ ـ تقدم برقم ١١٣.
٢ ـ قال السيوطي : «قال العيني : لم يسم قائله». شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٢٨.