وعكسهما في ذلك «هب» بمعنى «ظن» فالغالب تعديه إلى صريح المفعولين كقول ابن همّام السلولي :
٤٢١ ـ فقلت : أجرني أبا خالد
وإلا فهبني امرأ هالكا (١)
ووقوعه على «أن» وصلتها نادر.
الثاني : قولهم في ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لايُؤْمِنُونَ﴾ (البقرة / ٦) : إن (لايؤمنون) مستأنف ، أو خبر لـ «إن» ، وما بينهما اعتراض ، والأولى الأول ; بدليل : ﴿وَسَوآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لايُؤْمِنُونَ﴾ (يس / ١٠).
الثالث : قولهم في نحو : ﴿وَما رَبُّكَ بِظَلاّم﴾ (فصلت / ٤٦) ، ﴿وَمَا اللهُ بِغافِل﴾ (البقرة / ٧٤) : إن المجرور في موضع نصب أو رفع على الحجازية والتميمية ، والصواب : الأول ; لأن الخبر بعد «ما» لم يجئ في التنزيل مجرداً من الباء إلا وهو منصوب ، نحو : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ﴾ (المجادلة / ٢) ، ﴿ماهذا بَشَراً﴾ (يوسف / ٣١).
تنبيه
وقد يحتمل الموضع أكثر من وجه ، ويوجد ما يرجح كلاً منها ، فينظر في أولاها ، كقوله تعالى : ﴿فاجعل بيننا وبينك موعداً﴾ (طه / ٥٨) ، فإن الموعد محتمل للمصدر ، ويشهد له : ﴿لا نخلفه نحن ولا أنت﴾ (طه / ٥٨) ، وللزمان ويشهد له : ﴿قال موعدكم يوم الزينة﴾ (طه / ٥٩) ، وللمكان ويشهد له : ﴿مكاناً سوىً﴾ (طه / ٥٨) ، وإذا اُعرب مكاناً بدلاً منه لا ظرفاً لـ نخلفه تعين ذلك.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٢٣.