٣٩٢ ـ كساحلمه ذاالحلم أثوابَ سُؤدد

ورقّى نداه ذا الندى في ذُرا المجد

والجمهور يوجبون في ذلك في النثر تقديم المفعول ، نحو : ﴿وَإذِ ابْتَلى إبْراهِيمَ رَبُّهُ (البقرة / ١٢٤) ، ويمتنع بالإجماع ، نحو : «صاحبها في الدار» لاتصال الضمير بغير الفاعل ، ونحو : «ضرب غلامُها عبدَ هند» لتفسيره بغير المفعول والواجب فيهما : تقديم الخبر والمفعول.

شرح حال الضمير المسمى فصلا وعماداً

والكلام فيه في أربع مسائل :

الاُولى : في شروطه ، وهي ستة وذلك أنه يشترط فيما قبله أمران :

أحدهما : كونه مبتدأ في الحال أو في الاصل ، نحو قوله تعالى : ﴿أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف / ١٥٧) وقوله تعالى : ﴿تَجِدُوه عِنْداللهِ هُوَ خَيْراً (المزمل / ٢٠) وقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لايغش» (١) وأجاز الأخفش وقوعه بين الحال وصاحبها «كـ «جاء زيد هو ضاحكاً» ، وجعل منه : ﴿هؤُلاء بَناتِي هُنَّ أَطْهَرلكُمْ (هود / ٧٨) ، فيمن نصب «أطهر» ، ولحّن أبو عمرو من قرأ بذلك ، وقد خرجت على أن (هؤُلاء بناتي) جملة ، و «هن» إما توكيد لضمير مستتر في الخبر أو مبتدأ ، و «لكم» الخبر ، وعليهما فـ «أطهر» حال ، وفيهما نظر ، أما الأول : فلأن «بناتي» جامد غير مؤول بالمشتق ، فلايتحمل ضميراً عند البصريين ، وأما الثاني فلأن الحال لاتتقدم على عاملها الظرفي عند أكثرهم.

والثاني : كونه معرفة كما مثلنا ، وأجاز الفراء وهشام ومن تابعهما من

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ١٧٥ / ٥٦٦.

۲۰۷۱