٣٩٥ ـ نصفَ النهارُ الماءُ غامره
ورفيقه بالغيب لايدري
الخامس : المفسرة لعامل الاسم المشتغل عنه ، نحو : «زيداً ضربته ، أو ضربت أخاه ، أو عمراً وأخاه ، أو عمراً أخاه» إذا قدرت الأخ بياناً ، فإن قدرته بدلا لم يصح نصب الاسم على الاشتغال ، ولارفعه على الابتداء ، وكذا لو عطفت بغير الواو.
وقوله تعالى : ﴿سَلْ بَنِي إسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَة﴾ (البقرة / ٢١١) ، إن قدرت «من» زائدة فـ «كم» مبتدأ أو مفعول لـ «آتينا» مقدراً بعده ، وإن قدرتها بياناً لـ «كم» لم يجز واحد من الوجهين ; لعدم الراجع حينئذ إلى «كم» وإنما هي مفعول ثان مقدم ، وجوز الزمخشري في «كم» ، الخبرية والاستفهامية ، ولم يذكر النحويون أن «كم» الخبرية تعلق العامل عن العمل ، وجوز بعضهم زيادة «من» كما قدمنا ، وإنما تزاد بعد الاستفهام بـ «هل» خاصة ، وقد يكون تجويزه ذلك على قول من لايشترط كون الكلام غير موجب مطلقاً ، أو على قول من يشترطه في غير باب التمييز ، ويرى أنها في «رطل من زيت» زائدة لا مبينة للجنس.
السادس والسابع : بدلا البعض والاشتمال ، ولا يربطهما إلا الضمير ، ملفوظاً ، نحو : ﴿ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ (المائدة / ٧١) ، ﴿يَسْألُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتال فِيهِ﴾ ﴿البقرة / ٢١٧﴾ ، أو مقدراً ، نحو : ﴿مَنِ اسْتَطاعَ﴾ (آل عمران / ٩٧) ، أي : منهم ، ونحو : ﴿قُتِلَ أَصْحابُ الأُخْدُودِ النّارِ﴾ (البروج / ٤ و ٥) ، أي فيه ، وقيل : إن «أل» خلف عن الضمير ، أي : ناره.
تنبيه
إنما لم يحتج بدل الكل إلى رابط ; لأنه نفس المبدل منه في المعنى ، كما أن الجملة التي هي نفس المبتدأ لا تحتاج إلى رابط لذلك.