تقدر باء الجر ، والجملة في هذا النوع مفسرة للفعل فلا موضع لها ، وما ليس معه حرف التفسير ، نحو قوله تعالى : ﴿وَوَصّى بها إبراهيمُ بَنيهِ ويَعقوبُ يا بَنيّ إنّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ (البقرة / ١٣٢) وقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «فإنه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إنّ كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن» (١) فالجملة في محل نصب اتفاقاً ، ثم قال البصريون : النصب ، بقول مقدر ، وقال الكوفيون : بالفعل المذكور ، ويشهد للبصريين التصريح بالقول في نحو : ﴿وَنادى نُوحٌ رَبَّه فَقَال رَبِّ إنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي (هود / ٤٥).

تنبيهات

الأول : من الجمل المحكية ما قد يخفى ، فمن ذلك في المحكية بعد القول : ﴿فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنَا إنَّا لَذَآئقُونَ (الصافات / ٣١).

والأصل : إنكم لذائقون عذ ابي ، ثم عدل إلى التكلم ; لأنهم تكلموا بذلك عن أنفسهم.

الثاني : قديقع بعد القول ما يحتمل الحكاية وغيرها ، نحو : «أتقول موسى في الدار؟» فلك أن تقدر «موسى» مفعولاً أوّل و «في الدار» مفعولاً ثانياً على إجراء القول مجرى الظن ولك أن تقدرهما مبتدأ وخبراً على الحكاية كما في قوله تعالى : ﴿أَمْ تَقُولُونَ إنَّ إبْراهِيمَ وَإسْماعِيلَ وَإسْحاقَ وَيَعقوبَ والأسباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى (البقرة / ١٤٠) الآية ، ألا ترى أن القول قد استوفى شروط إجرائه مجرى الظن ومع هذا جيء بالجملة بعده محكية؟

الثالث : قد يقع بعد القول جملة محكية ولا عمل للقول فيها ، وذلك نحو :

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط١٧٥ / ٥٦٧.

۲۰۷۱