لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ (الأنبياء / ٢ و ٣) فجملة ﴿اسْتَمَعُوهُ حال من مفعول ﴿يَأْتيهمْ أو من فاعله ، وقرئ «محدثا» لأن الذكر مختص بصفته مع أنه قد سبق بالنفي ، وأما ﴿وَهُمْ يَلْعَبُونَ فحال من فاعل ﴿اسْتَمَعُوهُ فالحالان متداخلتان ، و «لاهية» حال من فاعل ﴿يَلْعَبُونَ وهذا من التداخل أيضاً ، أو من فاعل ﴿اسْتَمَعُوهُ فيكون من التعدد لا من التداخل.

الجملة الثالثة : الواقعة مفعولاً ، كقول حسان :

٣٤٤ ـ فقال له : قم يا علي ، فإنني

رضيتك من بعدي إماماً وهادياً (١)

ومحلها النصب إن لم تنب عن فاعل ، وهذه النيابة مختصة بباب القول ، نحو : ﴿ثُمَّ يُقالُ هَذَا الّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ (المطففين / ١٧) ; لما قدمناه من أن الجملة التي يراد بها لفظها تنزل منزلة الأسماء المفردة ، قيل : وتقع أيضا في الجملة المقرونة بمعلِّق ، نحو : «علم أقام زيد» وأجاز هؤلاء وقوع هذه فاعلاً ، وحملوا عليه : ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنابِهِمْ (إبراهيم / ٤٥) ﴿أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا (السجدة / ٢٦) ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُم مِن بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ (يوسف / ٣٥) والصواب : خلاف ذلك ، وعلى قول هؤلاء فيزاد في الجمل التي لها محل الجملة الواقعة فاعلاً.

وتقع الجملة مفعولاً في ثلاثة أبواب :

أحدها : باب الحكاية بالقول أو مرادفه ، فالأول نحو : ﴿قالَ : إنِّي عَبْدُاللهِ (مريم / ٣٠).

والثاني : نوعان : ما معه حرف التفسير ، كقولك : «كتبت إليه أن افعل» إذا لم

__________________

١ ـ الغدير : ٢ / ٣٤.

۲۰۷۱