إذا دار الأمر بين كون المحذوف مبتدأ وكونه خبراً فأيهما أولى؟

قال الواسطي : الأولى : كون المحذوف المبتدأ؛ لأن الخبر محط الفائدة وقال العبدي : الأولى كونه الخبر؛ لأن التجوز في أواخر الجملة أسهل ، نقل القولين ابن إياز.

ومثال المسألة : ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ (يوسف / ١٨) اي : شأني صبر جميل ، أو صبر جميل أمثل من غيره.

ولو عرض ما يوجب التعيين عمل به / كما في «نعم الرجل زيد» على القول بأنهما جملتان؛ اذ لا يحذف الخبر وجوباً إلّا إذا سد شيء مسده ، ومثله : «حبذا زيد» إذا حمل على الحذف.

وجزم كثير من النحويين في نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد»(١) و «وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه»(٢) بأن المحذوف الخبر ، وجوز ابن عصفور كونه المبتدأ ، ولذلك لم يعده في ما يجب فيه حذف الخبرح لعدم تعينه عنده لذلك قال في نحو «أيمن الله لأفعلن» : والتقدير إما : قسمي أيمن الله ، أو أيمن الله قسم لي ، انتهى.

ولو قدرت : أيمن الله قسمي ، لم يمتنع؛ إذ المعرفة المتأخرة عن معرفة يجب كونها الخبر ، على الصحيح.

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٣٤ / ٧٨١. والضمير من «فوق» عائد إلى «عدو الله».

٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٣٦ / ٤١٧.

۲۰۷۱