والرابع : بين ما أصله المبتدأ والخبر كقول محمّد بن بشير الخارجي :
٣٣٤ ـ لعلك ـ والموعودحق لقاؤه ـ
بدالك في تلك القَلوص بداء (١)
وقوله :
٣٣٥ ـ ياليت شعريـ والمنى لاتنفع ـ
هل أغْدُوَنْ يوماً وأمري مُجمَع (٢)
إذا قيل بأن جملة الاستفهام خبر ، على تأويل «شعري» بـ «مشعوري» لتكون الجملة نفس المبتدأ فلاتحتاج إلى رابط ، وأما إذا قيل : بأن الخبر محذوف أي : موجود ، أو أن «ليت» لاخبر لها هنا ، إذ المعنى : ليتني أشعر ، فالاعتراض بين الشعر ومعموله الذي علق عنه بالاستفهام. ومثله : قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وليت شعري ـ يا سيدي وإلهي ومولاي ـ أتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة؟» (٣).
مسألة
كثيراً ما تشتبه المعترضة بالحالية ، ويميزها منها اُمور :
أحدها : أنها تكون غير خبرية كالدعائية في قول عوف بن مُحَلِّم :
٣٣٦ ـ إن الثمانين ـ وبُلِّغْتَها ـ
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان (٤)
والحالية لا تكون إلا خبرية ، وذلك بالإجماع.
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ١٩٣.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٨١١ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ١٩٦ ، لم يسم قائله.
٣ ـ المصباح : ٥٥٧.
٤ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٢١.