التفصيل ; فإنه يعم الإنسان والطائر ، واسم الملائكة على «إبليس» حتى استثني منهم في ﴿فَسَجَدُوا إلاّ إبْلِيسَ﴾ (البقرة / ٣٤) قال الزمخشري : والاستثناء متصل ; لأنه واحد من بين أظهر الاُلوف من الملائكة فغلّبوا عليه في (فسجدوا) ثم استثني منهم استثناء أحدهم ، ثم قال : ويجوز أن يكون منقطعاً.
القاعدة الخامسة
أنهم يعبرون بالفعل عن اُمور
أحدها : وقوعه ، وهو الأصل.
والثاني : مشارفته ، نحو : ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّونَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لاِزْواجِهِم﴾ (البقرة / ٢٤٠) أي : والذين يشارفون الموت وترك الأزواج يوصون وصية.
والثالث : إرادته ، وأكثر ما يكون ذلك بعد أداة الشرط ، نحو : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) (النحل / ٩٨) ﴿وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ (المائدة / ٤٢) ومنه : في غيره ﴿فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فيها مِنَ الْمؤْمِنينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْت مِنَ الْمُسْلِمينَ﴾ (الذاريات / ٣٥ و ٣٦) أي : فأردنا الإخراج.
وفي كلامهم عكس هذا ، وهو التعبير بإرادة الفعل عن إيجاده ، نحو : ﴿وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ﴾ (النساء / ١٥٠) ; بدليل أنه قوبل بقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَلَمْ يُفَرِّقوا بَيْنَ أَحَد مِنْهُمْ﴾ (النساء / ١٥٢).
والرابع : القدرة عليه ، نحو : ﴿وَعْداً عَلَيْنا إِنّا كُنّا فاعِلينَ﴾ (الأنبياء / ١٠٤) أي : قادرين على الإعادة ، وأصل ذلك : أن الفعل يتسبب عن الإرادة والقدرة ، وهم يقيمون السبب مقام المسبّبت وبالعكس ، فالأول نحو : ﴿وَنَبْلُوَ أخْبارَكُمْ﴾