(الإنسان / ٤) بصرف «سلاسل».
القاعدة الثالثة
قد يُشربون لفظاً معنى لفظ فيعطونه حكمه ، ويسمى ذلك تضميناً
وفائدته : أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين ، قال الزمخشري : ألا ترى كيف رجع معنى : ﴿وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ﴾ (الكهف / ٢٨) إلى قولك : ولا تقتحمهم عيناك متجاوزتين إلى غيرهم ، ﴿وَلا تَأكُلوُا أَمْوالَهُمْ إلى أَمْوالِكُمْ﴾ (النساء / ٢) أي : ولا تضموها إليها آكلين ، انتهى.
ومن مثل ذلك أيضاً قولهم : «سمع الله لمن حمده» أي : استجاب ، فعدي «سمع» باللام ، وإنما أصله : أن يتعدى بنفسه مثل : ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ﴾ (ق / ٤٢) وهو كثير ، قال أبوالفتح في كتاب التمام : أحسب لوجمع ماجاء منه لجاء منه كتاب يكون مئين أوراقاً.
القاعدة الرابعة
أنهم يغلّبون على الشيء مالغيره ، لتناسب بينهما ، أو اختلاط
فلهذا قالوا : «الأبوين» في الأب والام ، ومنه : ﴿وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِد مِنْهُما السُّدُسُ﴾ (النساء / ١١) و «القمرين» في الشمس والقمر و «المروتين» في الصفا والمروة. ولأجل الاختلاط اُطلقت «مَن» على مالا يعقل في نحو : ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي عَلى بَطْنِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي عَلى رِجْلَيْنِ ومِنْهُمْ مَنْ يَمْشي عَلى أَرْبَع﴾ (النور / ٤٥) فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى : ﴿كُلّ دابَّة مِنْ ماء﴾ (النور / ٤٥) ، وفى (مَنْ يَمشى عَلى رِجْلينِ) اختلاط آخر في عبارة