ما يعرف به الاسم من الخبر
اعلم أن لهما ثلاث حالات :
إحداها : أن يكونا معرفتين ، فإن كان المخاطب يعلم أحدهما دون الاخر فالمعلوم الاسم والمجهول الخبر ، فيقال : «كان زيد أخا عمرو» لمن علم زيداً وجهل اُخوته لعمرو ، و «كان أخو عمرو زيداً» لمن يعلم أخا عمرو ويجهل أن اسمه زيد ، وإن كان يعلمهما ويجهل انتساب أحدهما إلى الآخر فإن كان أحدهما أعرف فالمختار جعله الاسم ، فتقول : «كان زيد القائم» لمن كان قد سمع بزيد وسمع برجل قائم ، فعرف كلا منهما بقلبه ، ولم يعلم أن أحدهما هو الآخر ، ويجوز قليلا «كان القائم زيداً» وإن لم يكن أحدهما أعرف فأنت مخير ، نحو : «كان زيد أخا عمرو ، وكان أخو عمرو زيداً» ويستثنى من مختلفي الرتبة نحو : «هذا» فإنه يتعين للاسمية لمكان التنبيه المتصل به ، فيقال : «كان هذا أخاك ، وكان هذا زيداً» إلا مع الضمير ، فإن الأفصح في باب المبتدأ أن تجعله المبتدأ وتدخل التنبيه عليه ، فتقول : «ها أناذا» ولايتأتى ذلك في باب الناسخ ; لأن الضمير متصل بالعامل ، فلا يتأتى دخول التنبيه عليه ، على أنه سمع قليلاً في باب المبتدأ : «هذا أنا».
واعلم أنهم حكموا لـ «أن وأنّ» المقدرتين بمصدر معرف بحكم الضمير ; لأنه لايوصف كما أن الضمير كذلك ; فلهذا قرأت السبعة : ﴿ما كانَ حُجَّتَهُمْ إلاّ أَنْ قالُوا﴾ (الجاثية / ٢٥) ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلاّ أَنْ قالُوا﴾ (النمل / ٥٦) والرفع ضعيف كضعف الإخبار بالضمير عما دونه في التعريف.
الحالة الثانية : أن يكونا نكرتين ، فإن كان لكل منهما مسوغ للإخبار عنها