وإذا جهلت المعنى فقدر الوصف ; فإنه صالح في الأزمنة كلها وإن كانت حقيقته الحال. ولايجوز تقدير الكون الخاص كـ «قائم وجالس» إلا لدليل ، نحو : ﴿الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبدِ﴾ (البقرة / ١٧٨) ، التقدير : مقتول أو يقتل لا «كائن» ويكون الحذف حينئذ جائزاً لا واجباً ، ولاينتقل ضمير من المحذوف إلى الظرف والمجرور.
تعيين موضع التقدير
الأصل : أن يقدر مقدماً عليهما كسائر العوامل مع معمولاتها ، وقد يعرض ما يقتضي ترجيح تقديره مؤخراً ، وما يقتضي إيجابه.
فالأول : نحو : «في الدار زيد» ; لأن المحذوف هو الخبر ، وأصله : أن يتأخر عن المبتدأ (١)
والثانى : نحو : «إنّ في الدار زيداً» ، لأن «إنّ» لايليها مرفوعها ويلزم من قدر المتعلق فعلاً أن يقدره مؤخراً في جميع المسائل ; لأن الخبر إذا كان فعلاً ، لايتقدم على المبتدأ.
__________________
١ ـ قال ابن هشام في الباب الخامس من المغني ، مبحث بيان مكان المقدر : وكنا قجدمنا في نحو «في الدار زيد» أن متعلق الظرف يقدر مؤخراً عن «زيد»؛ لأنه في القيقة ، الخبر ، وأصل الخبر أن يتأخر عن المبتدأ ، ثم ظهر لنا أنه يحتمل تقديره مقدماً لمعارضة أصل آخر وهو أنه عامل في الظرف وأصل العامل أن يتقدم على المعمول ، اللهم إلا أن يقدر المتعلق فعلاً ، فيجب التأخير؛ لأن الخبر الفعلي لايتقدم على المبتدأ فيمثل هذا.