واو الحال فلا تبعية والمحل نصب.

الثالث : المبدلة كقوله تعالى : ﴿ما يُقالُ لَكَ إلاّ ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَة وَذُو عِقَاب أَلِيم (فصلت / ٤٣) فـ «إنّ» وما عملت فيه ، بدل من «ما» وصلتها ، وجاز إسناد «يقال» إلى الجملة كما جاز في ﴿وَإذا قِيلَ إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لارَيْبَ فِيهَا (الجاثية / ٣٢) هذا كله إن كان المعنى : ما يقول الله لك إلا ما قد قيل ، فأما إن كان المعنى : ما يقول لك كفار قومك من الكلمات المؤذية إلا مثل ما قد قال الكفار الماضون لأنبيائهم ، فالجملة استئناف.

وقال ابن جني في قوله : (١)

٣٥٧ ـ إلى الله أشكوبالمدينة حاجة

وبالشام اُخرى كيف يلتقيان؟

 : جملة الاستفهام بدل من «حاجة واُخرى» أي : إلى الله أشكو حاجتين تعذرَ التقائهما.

الجملة السابعة : التابعة لجملة لها محل. ويقع ذلك في بابي النسق والبدل خاصة.

فالأول : نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «أنا وضعت في الصغر بكَلا كِلِ العرب وكسرت نواجِمَ قرونِ ربيعة ومُضَر» (٢) ، إذا لم تقدر الواو للحال ، ولا قدرت العطف على الجملة الكبرى.

والثاني : شرطه كون الثانية أوفى من الاُولى بتأدية المعنى المراد ، نحو قوله (٣) :

__________________

١ ـ قال السيوطي : «قال العيني في الكبرى : قيل إنه للفرزدق. قلت : وجدت البيت في نوادر ابن الأعرابي» شرح شواهد المني ٢ / ٥٥٧.

٢ ـ نهج البلاغة : ط ٢٣٤ / ٨١١.

٣ ـ قال السيوطي : «قال العيني : لم يسم قائله». شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٣٩.

۲۰۷۱