ومنها : ﴿إنّا نَعْلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعْلِنُونَ﴾ (يس / ٧٦) بعد قوله تعالى : ﴿فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾ (يس / ٧٦) فإنه ربما يتبادر الذهن إلى أنه محكي بالقول وليس كذلك ; لأن ذلك ليس مقولاً لهم.
ومنها : ﴿إنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ (يونس / ٦٥) بعد ﴿وَلايَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾ (يونس / ٦٥) وهي كالتي قبلها.
الثاني
قد يحتمل اللفظ الاستئناف وغيره ، وهو نوعان
أحدهما : ما إذا حمل على الاستئناف احتيج إلى تقدير جزء يكون معه كلاماً ، نحو «الله» من قول أميرالمؤمنين عليهالسلام «نِعمَ الحَكَم الله» (١).
والثاني : مالايحتاج فيه إلى ذلك. لكونه جملة تامة ، وذلك كثير جداً ، نحو الجملة المنفية وما بعدها في قوله تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ ، لا يَأْلُونَكُمْ خَبْالاً ، وَدّو ما عَنِتُّمْ ، قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْبَيَّنّا لَكُمُ الاياتِ إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (آل عمران / ١١٨). قال الزمخشري : الأحسن والأبلغ أن تكون مستأنفات على وجه التعليل للنهي عن اتخاذهم بطانة من دون المسلمين ، ويجوز أن يكون ﴿لايَألُونَكُمْ﴾ و ﴿قَدْ بَدَتْ﴾ صفتين ، أي : بطانة غير مانعتكم فساداً بادية بغضاؤهم.
الثالث
من الجمل ما جرى فيه خلاف ، أمستأنف أم لا؟ وله أمثلة :
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ك ٤٥ / ٩٦٧.