القاعدة العاشرة
من فنون كلامهم القلب. وأكثر وقوعه في الشعر كقول رؤبة :
٤٦٤ ـ ومهمة مّغبرة أرجاؤ
كأن لون أرضه سماؤه (١)
أي : كأن لون سمائه ; لغبرتها لون أرضه ، فعكس التشبيه مبالغة ، وحذف المضاف ، وقال النمر بن تولب :
٤٦٥ ـ فإن أنت لا قيت في نجدة
فلاتتهيَّبْك أن تُقْدِما(٢)
أي : تتهيّبها.
ومنه في الكلام : «أدخلت القلنسوة في رأسي» و «عرضت الناقة على الحوض» و «عرضتها على الماء» قاله الجوهري وجماعة منهم السكاكي والزمخشري ، وجعل منه : ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَروُا عَلَى النّارِ﴾ (الأحقاف / ٢٠) وفي كتاب التوسعة ليعقوب بن إسحاق السكيت : إن «عرضت الحوض على الناقة» مقلوب ، وقال آخر : لا قلب في واحد منهما ، واختاره أبو حيان ، ورد على قول الزمخشري في الآية.
القاعدة الحادية عشرة
من مُلح كلامهم تقرض اللفيظين في الأحكام ، ولذلك أمثلة :
منها : إعطاء «لم»حكم «لن» في عمل النصب ، ذكره بعضهم مستشهداً بقراءة تبضهم : ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ (الانشراح / ١) بفتح الحاء ، وفيه نظر؛ إذ لا تحل «لن»
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٧١.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ١١٣.