واستقامة» ، فأما قوله تعالى : ﴿وَإِقامِ الصَّلاةِ﴾ (النور / ٣٧) فمما يجب الوقوف عنده.
السابع والثامن : ألا يؤدى حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه ، ولا إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي ، وللأمر الأول منع البصريون حذف المفعول الثاني من نحو : «ضربني وضربته زيد» ; لئلا يتسلط على «زيد» ثم يقطع عنه برفعه بالفعل الأول ، ولاجتماع الأمرين امتنع عند البصريين أيضاً حذف المفعول في نحو : «زيد ضربته» ; لأن في حذفه تسليط «ضربت» على العمل في «زيد» مع قطعه عنه وإعمال الابتداء مع التمكن من إعمال الفعل ، ثم حملوا على ذلك : «زيد ما ضربته ، أو هل ضربته» فمنعوا الحذف وإن لم يؤدّ إلى ذلك.
تنبيه
ربما خولف مقتضى هذين الشرطين أو أحدهما في ضرورة أو قليل من الكلام.
فالأول : كقول الأسود بن يعفر :
٤٢٤ ـ وخالد يحمد ساداتنا
بالحق لا يحمد بالباطل (١)
وقيل : هو في صيغ العموم أسهل ، ومنه قراءة ابن عامر : ﴿وَكلٌّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى﴾ (الحديد / ١٠).
والثاني : كقول عاتكة بنت عبدالمطلب :
٤٢٥ ـ بِعُكاظَ يعشي الناظر يـ
ـن ـ إذاهم لمحوا ـ شعاعه (٢)
فإن فيه تهيئة «لمحوا» للعمل في «شعاعه» مع قطعه عن ذلك بإعمال «يُعشي»
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٢٨٠.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٢٨٣.