المقربون في جنات وفاكهة ولحم طير وحور ، وقيل : على «أكواب» باعتبار المعنى ; إذ معنى ﴿يطوف عليهم ولدانٌ مخلدُون بأكواب﴾ (الواقعة / ١٧ و ١٨) : ينعمون بأكواب.
والذي عليه المحققون أن خفض الجوار يكون في النعت قليلا وفي التوكيد نادراً. ولايكون في النسق ; لأن العاطف يمنع من التجاور.
تنبيه
أنكر السيرافي وابن جني الخفض على الجوار ، وتأوّلا قولهم : «خَرِب» بالجر على أنه صفة لـ «ضب».
ثم قال السيرافي : الأصل : خَرب الجُحر منه ، بتنوين «خَرب» ورفع «الجحر» ثم حذف الضمير ; للعلم به ، وحول الإسناد إلى ضمير الضب ، وخفض «الجحر» كما تقول : «مررت برجل حسن الوجهِ» بالإضافة ، والأصل : حسن الوجهُ منه ، ثم اُتي بضمير «الجحر» مكانه ; لتقدم ذكره فاستتر.
وقال ابن جني : الأصل : خرب جحرُه ، ثم اُنيب المضاف إليه عن المضاف فارتفع واستتر.
ويلزمهما استتار الضمير مع جريان الصفة على غير من هي له ، وذلك لايجوز عندالبصريين وإن اُمن اللبس ، وقول السيرا في إن هذا مثل : «مررت برجل قائم أبواه لا قاعدين» مردود ; لأن ذلك إنما يجوز في الوصف الثاني دون الأول.
ومن ذلك قولهم : «هنأني ومرأني» والأصل : أمرأني. وقولهم : «وأخذه ما قدم وما حدث» بضم دال «حدث» وقراءة جماعة : ﴿سَلاسِلا وأغلالا﴾