فإن قيل : تحتمل «من» الموصوفية ، أي : لفريقاً ليبطئن ، قلنا : وكذا «ما» في الآية ، أي : لقوم ليوفينهم. ثم إنه لايقع صفة إلا ما يقع صلة ، فالاستدلال ثابت وإن قدرت صفة. ووجهه ـ مع كون الجملة الاُولى إنشائية ـ أنها ليست مقصودة ، وإنما المقصود جملة الجواب ، وهي خبرية ، ولم يؤت بجملة القسم إلا لمجرد التوكيد لا للتأسيس.

وأما الثاني : فلأن الخبر الذي شرطه احتمال الصدق والكذب ، الخبر الذي هو قسيم الإنشاء ، لا خبر المبتدأ ، للاتفاق على أن أصله الإفراد ، واحتمال الصدق والكذب إنما هو من صفات الكلام ، وعلى جواز «أين زيد؟ وكيف عمرو؟».

الجملة الخامسة : الواقعة جواباً لشرط غير جازم مطلقاً ، أو جازم ولم تقترن بالفاء ولا بـ «إذا» الفجائية ، فالأول جواب «لو ولولا ولمّا وكيف» قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «لولم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لايعصى شكراً لنعمه» (١).

والثاني نحو : «إن تقم أقم ، وإن قمت قمت» أما الأول : فلظهور الجزم في لفظ الفعل ، وأما الثاني : فلأن المحكوم لموضعه بالجزم ، الفعل لا الجملة بأسرها.

الجملة السادسة : الواقعة صلة لاسم أو حرف ، فالأول ، نحو قول حسان في علي عليه‌السلام :

٣٤٢ ـ فأنت الذي أعطيت إذأنت راكع

فدتك نفوس القوم يا خير راكع (٢)

فـ «الذي» في موضع رفع ، والصلة لامحل لها وحكي عن بعضهم : أن الموصول وصلته في موضع كذا ، محتجاً بأنهما ككلمة واحدة ، والحق ما تقدم بدليل

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ح٢٨٢ / ١٢٢٧.

٢ ـ الغدير : ٢ / ٥٨.

۲۰۷۱