ويجوز حذف الجواب في غير ذلك ، نحو : ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِي نَفَقاً فِي الْاَرْضِ﴾ (الأنعام / ٣٥) الآية ، أي : فافعل. ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ﴾ (الرعد / ٣١) الآية ، أي : لما آمنوا به ; بدليل : ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ﴾ (الرعد / ٣٠) ، والنحويون يقدرون : لكان هذا القرآن ، وما قدرناه أظهر. ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ﴾ (الأحقاف / ١٠) قال الزمخشري : تقديره ألستم ظالمين ; بدليل : ﴿إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ (الأحقاف / ١٠) ويرده أن جملة الاستفهام لاتكون جواباً إلا بالفاء مؤخرة عن الهمزة ، نحو : «إن جئتك أفما تحسن إلي» ومقدمة على غيرها ، نحو : «فهل تحسن إلي».
تنبيه
التحقيق : أن من حذف الجواب مثل : ﴿مَنْ كانَ يَرْجُو لِقآءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآت﴾ (العنكبوت / ٥) ; لأن الجواب مسبب عن الشرط ، وأجل الله آت ، سواء اُوجد الرجاء أم لم يوجد ، وإنما الأصل : فليبادر بالعمل فإن أجل الله لآت. ومثله : ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَولِ﴾ (طه / ٧) أي : فاعلم أنه غني عن جهرك ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ﴾ (طه / ٧). ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ﴾ (فاطر / ٤) أي : فتصبر ﴿فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ﴾ (فاطر / ٤).
حذف الكلام بجملته
يقع ذلك باطراد في مواضع :
أحدها : بعد حرف الجواب ، يقال : «أقام زيد؟» فتقول : نعم ، و «ألم يقم زيد؟» فتقول : «نعم» إن صدقت النفي و «بلى» إن أبطلته.
الثاني : بعد «نعم وبئس» إذا حذف المخصوص وقيل : إن الكلام جملتان ، نحو : ﴿إِنّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ﴾ (ص / ٤٤).