الثالث : بعد حروف النداء في مثل : ﴿يالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ (يس / ٢٦) إذا قيل : إنه على حذف المنادى ، أي : يا هؤلاء.
الرابع : بعد «إن» الشرطية كقول ابن الخطاب ـ لما اعترض عليه بأن في الدار فاطمة عليهاالسلام ـ : «وإن» ، (١) أي : وإن كانت في الدار فاطمة أحرقنّها على من فيها.
الخامس : في قولهم : «افعل هذا إمّالا» أى : إن كنت لا تفعل غيره فافعله.
حذف أكثر من جملة في غير ما ذكر
قالوا في قوله تعالى : ﴿فَقَلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها ، كَذلِكَ يُحْيِى اللهُ الْمَوْتى﴾ (البقرة / ٧٣) : إن التقدير : فضربوه فحيي فقلنا : كذلك يحيي الله. وفي قوله تعالى : ﴿أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ﴾ (يوسف / ٤٥) الاية ، : إن التقدير : فأرسلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا فأرسلوه فأتاه وقال له : يا يوسف. وفي قوله تعالى : ﴿فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِاياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ﴾ (الفرقان / ٣٦) : إن التقدير : فأتياهم فأبلغاهم الرسالة فكذبوهما فدمرناهم.
تنبيه
الحذف الذي يلزم النحوي النظر فيه هو ما اقتضته الصناعة ، وذلك بأن يجد خبراً بدون مبتدأ أو بالعكس ، أو شرطاً بدون جزاء أو بالعكس ، أو معطوفاً بدون معطوف عليه ، أو معمولا بدون عامل ، نحو : ﴿لَيَقُولُنَّ اللهُ﴾ (العنكبوت / ٦١) ونحو :
__________________
١ ـ في الإمامة والسياسة في ص ١٩ : إن أبابكر تفقد قوماً تخلفوا عن بيعته عند علي فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له : يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة فقال : «وأن».