الجملة الخامسة : الواقعة بعد الفاء أو «إذا» جواباً لشرط جازم ; لأنها لم تصدر بمفرد يقبل الجزم ، لفظاً كما في قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «من يُعطِ باليد القصيرة يُعطَ باليد الطويلة» (١) أو محلاً كما في قول الفرزدق :

٣٥٤ ـ إن عدأهل التقى كانوا أئمتهم

أوقيل من خيرأهل الأرض؟قيل هم (٢)

مثال المقرونة بالفاء ﴿مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِىَ لَهُ وَيَذَرهُمْ (الأعراف / ١٨٦) ولهذا قرئ بجزم «يذر» عطفاً على المحل.

ومثال المقرونة بـ «إذا» ﴿وَإنْ تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إذا هُمْ يَقْنَطُونَ (الروم / ٣٦) والفاء المقدرة كالموجودة كقول عبدالرحمن بن حسان :

٣٥٥ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها

والشر بالشر عندالله مثلان (٣)

الجملة السادسة : التابعة لمفرد ، وهي ثلاثة أنواع :

أحدها : المنعوت بها ، فهي في موضع رفع في نحو قوله تعالى : ﴿مِنْ قَبْلِ أن يَأتي يَوْمٌ لاَبَيْعٌ فِيهِ (البقرة / ٢٥٤) ونصب في نحو قول الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام : «لك الحمد حمدا يدوم بدوامك» (٤) وجرفي نحو قول الكميت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

٣٥٦ ـ خيرَ مسترضع وخير فطيم

وجنين اُقرّ في الأرحام (٥)

الثاني : المعطوفة بالحرف ، نحو : «زيد منطلق وأبوه ذاهب» إن قدرت الواو عاطفة على الخبر ، فلو قدرت العطف على الجملة فلا موضع لها ، أو قدرت الواو

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ح ٢٢٤ / ١١٨٩.

٢ ـ البيت في قصيدة يمدح بها الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام ويذكر فيها الرسول وآله صلوات الله عليهم. كشف الغمة : ٢ / ٣٠٥.

٣ ـ تقدم برقم ١١٧.

٤ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء السابع والأربعون : ٣٣٠.

٥ ـ شرح الهاشميات : ٢٨.

۲۰۷۱