مؤول بالافتراء ، والافتراء مؤول بـ «مفترى». وقال : (١)
٤٥٨ـ ولعمرك ماالفتيان أن تنبُت اللحى
ولكنّما الفتيان كل فتى نَد
وقالوا : «عسى زيد أن يقوم» فقيل : هو على ذلك ، وقيل : على حذف مضاف ، أي : «عسى امر زيد أو عسى زيد صاحب القيام» قيل : «أن» زائدة ، ويرده عدم صلاحيتها للسقوط في الأكثر ، وأنها قد عملت ، والزائدة لا تعمل خلافاً لأبي الحسن. وقيل في ﴿وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائهِمْ ثُمَّ يَعوُدُونَ لِما قالُوا﴾ (المجادلة / ٣) : إن «ماقالوا» بمعنى القول ، والقول بتأويل المقول ، أي : يعودون للمقول فيهن لفظ الظهار وهن الزوجات.
القاعدة الثامنة
كثيراً ما يغتفر في الثواني مالا يفتفر في الأوائل ، فمن ذلك : «كل شاة وسخلتها بدرهم» وقوله(٢)
٤٥٩ـ وأي فتى هيجاء أنت وجارها
إذا ما رجال بالرجال استقلت
و «رب رجل وأخيه» و ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّل عَلَيْهِمْ مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ﴾ (الشعراء / ٤) ولا يجوز : كل سخلتها ، ولا أي جارها ، ولا رب أخيه ، ولا يجوز ، إن يقم زيد قام عمرو في الأصح إلا في الشعر كقول قعنب بن اُم صاحب :
٤٦٠ ـ إن يسمعوا سُبَّة طاروابها فرحاً
عني وما سمعوا من صالح دفنوا(٣)
__________________
١ ـ قال البغدادي : والبيت ملفق من مصراعين من أبيات لابن بيض. راجع شرج أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٩٧ ، شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٦٤.
٢ ـ لم يسم قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ١٠٠.
٣ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٩٦٥.