عدّت محذوفا تقديره : «حصل» أو نحوه كما صرح به جماعة ، ففيه تقدير لمامعنى الكلام مستغن عنه ولم يلفظ به في وقت.
الخامس : كاف التشبيه ، قاله الأخفش وابن عصفور ، مستدلين بأنه إذا قيل : «زيد كعمرو» فإن كان المتعلق «إستقر» فالكاف لاتدل عليه ، بخلاف نحو «في» من «زيد في الدار» وإن كان فعلاً مناسباً للكاف ـ وهو أشبه ـ فهو متعد بنفسه لا بالحرف.
والحق : أن جميع الحروف الجارة الواقعة في موضع الخبر ونحوه تدل على الاستقرار.
السادس : حرف الاستثناء ، وهو «خلا وعدا وحاشا» إذا خفضن ، فإنهن لتنحية الفعل عما دخلن عليه ، كما أن «إلا» كذلك ، وذلك عكس معنى التعدية الذي هو إيصال معنى الفعل إلى الاسم ، ولو صح أن يقال : إنها متعلقة ، لصح ذلك في «إلا» وإنما خفض بهن المستثنى ولم ينصب كالمستثنى بـ «إلا» لئلا يزول الفرق بينهن أفعالاً وأحرفاً.
حكمهما بعد المعارف والنكرات
حكمهما بعدهما حكم الجمل ، فهما صفتان في نحو : «رأيت طائراً فوق غُصن ، أو على غُصن» ; لأنهما بعد نكرة محضة ، وحالان في نحو : «رأيت الهلال بين السحاب ، أو في الاُفق» ; لأنهما بعد معرفة محضة ، ومحتملان لهما في نحو : «يعجبني الزَّهْرُ في أكمامه ، والثمر على أغصانه» ; لأن المعرف الجنسي كالنكرة ، وفي نحو : «هذا ثمر يانع على أغصانه» ; لأن النكرة الموصوفة كالمعرفة.