قلنا : نعم ، لكن تلك علامة لفظية وهذه معنوية ، وأيضاً فالمطاوع لا يلزم وزن «انفعل» ، تقول : ضاعفت الحسنات فتضاعفت ، وعلمته فتعلم ، وثلمته فتثلم ، وأصله : أن المطاوع ينقص عن المطاوع درجة ك «ألبسته الثوب فلبسه ، وأقمته فقام» وزعم ابن بري أن الفعل ومطاوعه قد يتفقان في التعدي لا ثنين ، نحو : «استخبرته الخبر فأخبرني الخبر ، واستفهمته الحديث فأفهمني الحديث ، واستعطيته درهماً فأعطاني درهماً» ، وفي التعدي لواحد ، نحو : «استفتيته فأفتاني ، واستنصحته فنصحني» والصواب : ما تقدم ، وهو قول النحويين ، وماذكره ليس من باب المطاوعة بل من باب الطلب والإجابة ، وإنما حقيقة المطاوعة أن يدل أحد الفعلين على تأثير ، ويدل الآخر على قبول فاعله لذلك التأثير.
الثالث عشر : أن يكون رباعياً مزيداً فيه ، نحو : «تد حرج واحر نجم».
الرابع عشر : أن يضمن معنى فعل قاصر ، نحو قوله تعالى : ﴿أَذاعُواْبِهِ﴾ (النساء / ٨٣) ، ﴿وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾ (الأحقاف / ١٥) ، وقولهم : «سمع الله لمن حمده» وقول ذي الرمة :
٤٠٢ـ وإن تعتذر بالَمحْل من ذي ضروعها
إلى الضيف يجرح في عراقيبها نَصلي (١)
فإنها ضمنت معني : «تحدثوا ، وبارك ، واستجاب ، ويعث أو يفسد».
والستة الباقية : أن تدل على سجية ، كـ «لؤم وجبن».
أو على عرض ، كـ «فرِح وبطِر».
أو على نظافة ، كـ «طهُر ووضُؤ».
أو دنس ، كـ «نجس ورجس».
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ١٣٣.