الثاني : أن يكون مرفوعاً بأول المتنازعين المعمِل ثانيهما ، نحو قوله : (١)
٣٩٠ ـ جفونيولم أجف الأخلاء ، إنني
لغير جميل من خليلي مهمل
والكوفيون يمنعون من ذلك ، فقال الكسائي : يحذف الفاعل ، وقال الفراء : يضمر ويؤخر عن المفسر ، فإن استوى العاملان في طلب الرفع وكان العطف بالواو نحو : «قام وقعد أخواك» فهو عنده فاعل بهما.
الثالث : أن يكون مخبراً عنه فيفسره خبره ، نحو : ﴿إنْ هِىَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا﴾ (الأنعام / ٢٩).
الرابع : ضمير الشأن والقصة ، نحو : ﴿قُلْ هَوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص / ١) ونحو : ﴿فَإذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذينَ كَفَروا﴾ (الأنبياء / ٩٧) ، والكوفي يسميه : ضمير المجهول.
وهذا الضمير مخالف للقياس من خمسة أوجه
أحدها : عوده على ما بعده لزوماً ; إذ لايجوز للجملة المفسرة له أن تتقدم هي ولا شيء منها عليه.
والثانى : أن مفسره لايكون إلا جملة ، ولايشاركه في هذا ضمير. وأجاز الكوفيون والأخفش تفسيره بمفرد له مرفوع نحو : «كان قائماً زيد وظننته قائماً عمرو» وهذا إن سمع خرج على أن المرفوع مبتدأ واسم «كان» وضمير «ظننته» راجعان إليه ; لأنه في نية التقديم ويجوز كون المرفوع بعد «كان» اسماً لها.
والثالث : أنه لايتبع بتابع ; فلا يؤكد ، ولايعطف عليه ، ولايبدل منه.
__________________
١ ـ لم يسم قائله. شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٧٤.