لأن الحالية لاتصدَّر بدليل استقبال.

ثانيها : ما يمنع وصفية ، كانت متعينة لولا وجود المانع ، ويمتنع فيه الاستئناف ; لأن المعنى على تقييد المتقدم ، فيتعين الحالية بعد أن كانت ممتنعة ، وذلك نحو : ﴿أَوْ كَالّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِىَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها (البقرة / ٢٥٩). والمعارض فيه الواو ، فإنها لاتعترض بين الموصوف وصفته ، خلافاً للزمخشري ومن وافقه.

ثالثها : مايمنعهما معاً ، نحو : ﴿وَحِفْظاً مِن كُلّ شَيْطان مّارِد لايَسَّمَّعُونَ (الصافات / ٧ و ٨) وقد مضى البحث فيها.

رابعها : مايمنع أحدهما دون الآخر ولولا المانع لكانا جائزين ، وذلك نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فَلَتاتِ لسانه وصفحات وجهه» (١) فإن الجملة التي بعد «إلا» كانت قبل وجودها محتملة للوصفية والحالية ، ولما جاءت «إلا» امتنعت الوصفية. ومثله : ﴿وَمآ أَهْلَكْنا مِن قَرْيَة إلاّ لَها مُنذِرُونَ (الشعراء / ٢٠٨).

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ح ٢٥ / ١٠٩٨.

۲۰۷۱