المقتضي وانتفاء المانع.
مثال الأول ـ وهو الواقع صفة لاغير لوقوعه بعد النكرات المحضة ـ : قوله تعالى : ﴿حَتّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤه﴾ (الإسراء / ٩٣) وقول الرباب زوجة الإمام الحسين عليهالسلام في رثائه :
٣٥٩ ـ إن الذي كان نوراً يستضاء به
في كربلاء قتيل غير مدفون (١)
ومثال الثاني ـ وهو الواقع حالا لا غير لوقوعه بعد المعارف المحضة ـ : قوله تعالى : ﴿لا تَقْرَبُوا الصّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى﴾ (النساء / ٤٣) وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وإياك أن ينزِل بك الموت وأنت آبِق من ربك في طلب الدنيا» (٢)
ومثال الثالث ـ وهو المحتمل لهما بعد النكرة ـ : ﴿وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ﴾ (الأنبياء / ٥٠) فلك أن تقدر الجملة صفة للنكرة وهو الظاهر ، ولك أن تقدرها حالاً عنها ; لأنها قد تخصصت بالوصف وذلك يقربها من المعرفة ، وأن تقدرها حالاً من المعرفة وهو الضمير في (مُبارَكٌ) إلا أنه قد يضعف من حيث المعنى وجها الحال ، أما الأول : فلأن الإشارة إليه لم تقع في حالة الإنزال كما وقعت الإشارة إلى البعل في حالة الشيخوخة في ﴿وَهذا بَعْلِي شَيْخاً﴾ (هود / ٧٢). وأما الثاني : فلا قتضائه تقييد البركة بحالة الإنزال ، وتقول : «ما فيها أحد يقرأ» فيجوز الوجهان أيضاً ; لزوال الإبهام عن النكرة بعمومها.
ومثال الرابع ـ وهو المحتمل لهما بعد المعرفة ـ : ﴿كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً﴾ (الجمعة / ٥) فإن المعرف الجنسي يقرب في المعنى من النكرة ، فيصح تقدير
__________________
١ ـ أدب الطف : ٦ / ٦١.
٢ ـ نهج البلاغة : ك ٦٩ / ١٠٧٠.