ومنها : دخول لام الابتداء على «ما» النافية ، حملاً لها في اللفظ على «ما» الموصولة الواقعة مبتدأ كقول النابغة الذبياني :
٤٥٥ ـ لما أغفلتُ شكرك فاصطنعني
فكيف ومن عطائك جل مالي (١)؟
فهذا محمول في اللفظ على نحو قولك : «لما تصنعه حسن».
ومنها : توكيد المضارع بالنون بعد «لا» النافية حملاً لها في اللفظ على «لا» الناهيةن نحو : ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً﴾ (الأنفال / ٢٥) فهذا محمول في اللفظ على نحو : ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا﴾ (إبراهيم / ٤٢) ومن أوّلها على النهي لم يحتج إلى هذا.
ومنها : حذف الفاعل في نحو قوله تعالى : ﴿سْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ (مريم / ٣٨)؛ لما كان «أحين بزيد» مشبهاً في اللفظ لقولك : «اُمرر بزيد».
ومنها : قولهم : «اللهم اغفرلنا أيتها العصابة» بضم «أية» ورفع صفتها كما يقال : «يا أيتها العصابة» وإنما كان حقهما وجوب النصب كقولهم : «نحن العرب أقرى الناس للضيف» ولكنها لما كانت في اللفظ تمنزلة المستعملة في النداء اُعطيت حكمها وإن انتفى موجب البناءو وأما «نحن العُرب» في المثال فإنه لا يكون منادى؛ لكونه بـ «أل» ، فاُعطي الحكم الذي يستحقه في نفسه ، وأما نحو قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وعندنا ـ اهل البيت ـ أبواب الحكم وضياء الأمر»(٢) فواجب النصب ، سواء اعتبر حاله أو ما يشبهه وهو المنادى.
والثالث : وهو ما اُعطي حكم الشيء؛ لمشابهته له لفظاً ومعنى ، نحو اسم
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٥٦.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ١١٩ / ٣٧٠.