انوع الحادي العشر : إجازتهم في بعض أخبار النواسخ أن يتصل بالناسخ ، نحو قول الفضل بن العباس :
٤١٨ ـ وكان وليَّ العهد بعد محمد
عليٌ وفي كل المواطن صاحبه (١)
ومنع ذلك في البعض ، نحو قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم»(٢).
ومن الوهم في هذا قول المبرد في قولهم : «إن من أفضلهم كان زيداً» : إنه لا يجب أن يحمل على زيادة «كان» كما قال سيبويه ، بل يجوز أن تقدر «كان» ناقصة ، واسمها ضمير «زيد» ، لأنه متقدم رتبة؛ إذ هو اسم «إن» و «من أفضلهم» خبر «كان» و «كان» ومعمولاها خبر «إن» فلزمه تعديم خبر «إن» على اسمها مع أنه ليس ظرفاً ولا مجروراً ، وهذا لايجيزه أحد.
النوع الثاني عشر : إيجابهم لبعض معمولات الفعل وشبهه أن يتقدم كالاستفهام والشرط و «كم» الخبرية ، نحو : ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ (غافر / ٨١) ، ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ (القصص / ٢٨) ولبعضها أن يتأخر ، إما لذاته كالفاعل ونائبه ومشبهه ، أولضعف الفعل كمفعول التعجب ، نحو قول الإمام علي بن الحسين عليهالسلام : «سبحانك ما أجلّ شأنك»(٣) ، أو لعارض معنوي أو لفظي وذلك كالمفعول في نحو : «ضرب موسى عيسى»؛ فإن تقديمه يوهم أنه مبتدأ وأن الفعل مسند إلى ضميره ، وكالمفعول الذي هو «أي» الموصولة ، نحو : «ساَكرم أيهم جاءني» ، كأنهم قصدوا الفرق بينها وبين «أي» الشرطية والاستفهامية ، والمفعول الذي هو «أن» وصلتها ، نحو : «عرفت أنك فاضل» ، كرهوا الابتداء بـ «أن»
__________________
١ ـ أدب الطف : ١ / ١٢٩.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ١٨٩ / ٦٣٥.
٣ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء السابع والأربعون : ٣٢٨.