والجملتان بعد «لما» ، والجمل التالية أحرف التحضيض ، وجملة أخبار أفعال المقاربة ، وخبر «أن» المفتوحة بعد «لو» عند الزمخشري ومتابعيه ، نحو : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا﴾ (البقرة / ١٠٣).
ومن الثاني : الجملة بعد «اذا» الفجائية ، و «ليتما» على الصحيح فيهما.
ومن الوهم في الأول : أن ينول من لا يذهب إلى قول الأخفش والكوفيين في نحو : ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ﴾ (النساء / ١٢٨) ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ﴾ (التوبة / ٦) و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ (الانشقاق / ١) : إن المرفوع مبتدأ ، وذلك خطأ؛ لأنه خلاف قول من اعتمد عليهم ، وإنما قاله سهواً ، وأما إذا قال ذلك الأخفش أو الكوفي فلا يعد ذلك الإعراب خطأ؛ لأن هذا مذهبذهبوا إليه ولم يقولوه سهواً عن قاعدة. نعم الصواب خلاف قولهم في أصل المسألة ، وأجازوا أن يكون المرفوق محمولاً على إضمار فعل كما يقول الجمهور ، وأجاز الكوفيون وجهاً ثالثاً ، وهو أن يكون فاعلاً بالفعل المذكور على التقديم والتأخير ، مستدلين على جواز ذلك بنحو قول الزباء :
٤١٣ ـ ما للحمال مشيها وئيدا
أجَنلاً يحملن أم حديداً (١)
فيمن رفع «مشيها» ، وذلك عند الجماعة مبتدأ حذف خبره وبقي معمول الخبر ، أي : مشيها يكون وئيداً أو يوجد وئيداً ، ولا يكون بدل بعض من الضمير المستتر في الظرف كما كان فيمن جره بدل اشتمال من «الجمال»؛ لأنه عائد على «ما» الاستفهامية ، ومتى اُبدل اسم من اسم استفهام وجب اقتران البدل بهمزة الاستفهام ، فكذلك حكم ضمير الاستفهام ، ولأنه لا ضمير فيه راجع إلى المبدل منه.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٠٩١٢