الخامس : الإتيان بهما على الوجه الصحيح بالعربية فلا يجزئ ترجمتها ولا مع تبديل حرف بحرف (١).


وحداني ذو هيئة اتصالية منسجمة وتركيب خاص مرتبط بعض فصوله ببعض بنحو مخصوص بحيث يتشكل منه عنوان متميز عما عداه يعبّر عنه بالأذان أو الإقامة ، فلو انفصم النظم وتخلل الفصل بسكوت طويل أو عمل أجنبي ماح للصورة ومزيل للعنوان بحسب عرف المتشرعة لم يقع مصداقاً للمأمور به ، بل كان مصداقاً لمطلق الذكر.

وهذا الوجه مطرد في عامة العبادات المركبة المعنونة بعنوان خاص ، فانّ العرف يفهم أنّ الغرض لا يتحقق والمأمور به لا يقع إلا لدى الإتيان متصلة بحيث يصدق عنوان العمل العبادي ، وإلا فليس لدينا نص يدل على اعتبار الموالاة في العبادات.

مع أنّ الحكم متسالم عليه في المقام بين الأعلام ، ومن ثمّ ذكروا في باب العقد لزوم وقوع القبول بعد الإيجاب بلا فصل كما يعتبر الموالاة بين فصول الأذان.

فيظهر من هذا التشبيه أنّ اعتبار الموالاة في المقام أمر مسلّم مفروغ عنه ، ومرتكز في الأذهان.

ومنه يظهر الحال في اعتبار الموالاة بين نفس الأذان والإقامة ، وكذا بينهما وبين الصلاة ، فإنّهما بعد أن كانا معاً مرتبطين بالصلاة بمثابة يعدّ المجموع كعمل واحد في نظر المتشرعة ، فلا مناص من رعاية الموالاة والاتصال العرفي تحقيقاً للصدق المزبور.

(١) فإن العبادة توقيفية ، ومقتضى الجمود على ظواهر النصوص ولا سيما البيانية لزوم رعاية الكيفية بألفاظها الخاصة ، فلا يجزئ غيرها ولو بلفظ عربي مؤد لنفس المعنى فضلاً عن الترجمة بلغة اخرى كما هو ظاهر لا يخفى.

۳۹۰۱