(النساء / ٢٨) وتقع الملازمة في غير ذلك بالسماع ، ومنه : ﴿قآئِماً بِالْقِسْطِ﴾ (آل عمران / ١٨) إذا اُعرب حالاً ، وقول جماعة : إنها مؤكدة ، وهم ; لأن معناها غير مستفاد مما قبلها.
الثاني : انقسامها بحسب قصدها لذاتها وللتوطئة بها إلى قسمين : مقصودة وهو الغالب ، وموطِّئة وهي الجامدة الموصوفة ، نحو : ﴿فَتَمثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيّاً﴾ (مريم / ١٧) فإنما ذكر «بشراً» توطئة لذكر «سوياً» وتقول : «جاءني زيد رجلاً محسناً».
الثالث : انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة : مقارنة ، وهو الغالب ، نحو : ﴿هذابَعْلِي شَيْخاً﴾ (هود / ٧٢) ومقدرة ، وهي المستقبلة كـ «مررت برجل معه صقر صائداً به غداً» ، أي : مقدراً ذلك ، ومحكية ، وهي الماضية ، نحو : «جاء زيد أمس راكباً» (١).
الرابع : انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى قسمين : مبينة ، وهو الغالب ، وتسمى مؤسسة أيضاً ، ومؤكدة ، وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وهي ثلاثة : مؤكدة لعاملها ، نحو : ﴿وَلّى مُدْبِراً﴾ (النمل / ١٠) ومؤكدة لصاحبها ، نحو : «جاء القوم طرّاً» ، ومؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : «زيد أبوك عطوفاً».
ومما يشكل ، قولهم في نحو : «جاء زيد والشمس طالعة» : إن الجملة الاسمية حال ، مع أنها لاتنحل إلى مفرد ، ولاتبين هيئة فاعل ولامفعول ، ولا هي حال
__________________
١ ـ كذا في مغني اللبيب وقيل : أي داع إلى ارتكاب كون الحال فيه محكية مع إمكان جعلها مقارنة بأن يكون «راكبا» اُريد بزمنه ، المضي المقارن لز من عامله. واُجيب بأن ظاهر كلام ابن هشام أن الحال المقارنة هي التي معناها مقارن للتكلم ، والمقدرة معناها مستقبل عنه والمحكية معناها ماض عنه وعلى هذا فلا إشكال في كون «راكباً» حلاً محكية. راجع المنصف : ٢ / ١٦٧.