محذوفا ، ولايجوز تقدير «إله» مبتدأ مخبراً عنه بالظرف أو فاعلا بالظرف ; لأن الصلة حينئذ خالية من العائد.
ومثال التعلق بما فيه رائحته : قول أبي المنهال :
٣٦١ ـ أناأبوالمنهال بعض الأحيان
ليس عليّ حسبي بضُؤلان (١)
وقوله : (٢)
٣٦٢ ـ أنا ابن ماويّة إذ جَدَّ النَقُر
وجاءت الخيل أثابيَّ زُمَر
فتعلق «بعض» و «إذ» بالاسمين العلمين ، لالتأولهما باسم يشبه الفعل ، بل لما فيهما من معنى قولك : الشجاع أو الجواد. وتقول : «فلان حاتم في قومه» فتعلق الظرف بما في «حاتم» من معنى الجود.
وقد اُجيز في قوله تعالى : ﴿وَهُوَ اللهُ فِي السَّمواتِ وَفِي الاْرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ﴾ (الأنعام / ٣) تعلقه باسم الله تعالى وإن كان علما ، على معنى وهو المعبود أو وهو المسمى بهذا الاسم ، واُجيز تعلقه بـ ﴿يعلم﴾ وبـ ﴿سركم﴾ و ﴿جهركم﴾. ورد الثاني بأن فيه تقديم معمول المصدر وتنازع عاملين في متقدم ، وليس بشيء ; لأن المصدر هنا ليس مقدراً بحرف مصدري وصلته ، ولأنه قدجاء نحو : ﴿بِالْمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة / ١٢٨) والظرف متعلق بأحد الوصفين قطعاً ، فكذا هنا.
ومثال التعلق بالمحذوف : ﴿وَإلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً﴾ (هود / ٦١) بتقدير : و
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٣١٩.
٢ ـ قال السيوطي : «نسب في الإيضاح لبعض السعديين. وقال في العباب : قائله فدكي بن أعبد المنقري وقال الحوهري : هو لعبيدالله بن ماوية الطائي». شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٤٣ و ٨٤٤.