وزعم سيبويه أن اسم الزمان المبهم إن كان مستقبلاً فهو كـ «إذا» في اختصاصه بالجمل الفعلية ، وإن كان ماضيا فهو كـ «إذ» في الإضافة إلى الجملتين فتقول : «آتيك زمنَ يقدم الحاج» ولا يجوز «زمن الحاج قادم» وتقول : «أتيتك زمن قدم الحاجُّ وزمن الحاج قادم» ورد عليه دعوى اختصاص المستقبل بالفعلية بقوله تعالى : ﴿يَوْمَ هُم بارِزُونَ﴾ (غافر / ١٦) وبقول سواد بن قارب :
٣٤٦ ـ وكن لي شفيعاًيوم لاذوشفاعة
بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب (١)
والجواب : أن يوم القيامة لما كان محقق الوقوع جعل كالماضي ، فحمل على «إذ» لا على «إذا» على حد : ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ (الكهف / ٩٩).
الثاني : «حيث» نحو قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا فاطمة من صلى عليك غفرالله له ، وألحقه بي حيث كنت في الجنة» (٢) وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان ، وإضافتها إلى الجملة لازمة ، ولا يشترط لذلك كونها ظرفاً. وزعم المهدوي أن «حيث» في قول ابن دُرَيد :
٣٤٧ ـ ثُمَّت راح في المُلَبِّين إلى
حيث تَحَجّى المأزِمان ومنى (٣)
لما خرجت عن الظرفية بدخول «إلى» عليها خرجت عن الإضافة إلى الجمل وصارت الجملة بعدها صفة لها وتكلف تقدير رابط لها وهو «فيه» وليس بشي ; لما تقدم في أسماء الزمان.
الثالث : «آية» بمعنى «علامة» فإنها تضاف جوازاً إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها مثبتاً أو منفياً بـ «ما» كقول الأعشى :
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٢٧١.
٢ ـ كشف الغمة : ٢ / ١٠٠.
٣ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٢٧٤.