«إن» لما كان «إن زيداً قائم» في معنى «زيد قائم» ولهذا لم يجز (١) «ليت زيداً قائم وعمرو».
ومنها : جواز «أنا زيداً غير ضارب»ن لما كان في معنى «أنا زيداً لا أضرب» ولولا ذلك لم يجز ، إذا لا يتقدم المضاف إليه على المضاف ن فكذا لا يتقدم معمولهن لا تقول : «أنا زيداً أول ضارب ، أو مثل ضارب» ودليل المسألة قوله تعالى : ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ (الزخرف / ١٨) وقول الشاعر(٢) :
٤٤٨ ـ فتى هو حقاً غير ملغ تولّه
ولاتتخذ يوماً سواه خليلاً
ولو قلت : «جاءني غير ضارب زيداً» لم يجز التقديم ; لأن النافي هنا لايحل مكان «غير».
ومنها : جواز «غير قائم الزيدان» ; لما كان في معنى «ما قائم الزيدان» ، ولو لا ذلك لم يجز ; لأن المبتدأ إما أن يكون ذا خبر أو ذا مرفوع يغني عن الخبر ، ودليل المسألة قوله : (٣)
٤٤٩ ـ غير لاه عداك فاطرح اللهـ
وولا تغترر بعارض سِلْم
ومنها : وقوع الاستثناء المفرغ في الإيجاب في نحو : ﴿وَإِنَّها لَكَبِيرةٌ إلاّ عَلَى الْخاشِعِينَ﴾ (البقرة / ٤٥) ﴿وَيَأبَى اللهُ إلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَه﴾ (التوبة / ٣٢) ; لما كان المعنى : وإنها لاتسهل إلا على الخاشعين ، ولا يريد الله إلا أن يتم نوره.
ومنها : تذكير الإشارة في قوله تعالى : ﴿فَذانِكَ بُرهانانِ﴾ (القصص / ٣٢) مع أن
__________________
١ ـ فيه بحث تقدم في هامش ص ١٣٤ من المجلد الثاني.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٤٢. لم تقف على قائله.
٣ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٤٤. لم نقف على قائله.