أو موصول اسمي ، أي : بالذي تؤمره ، على حد قوله : (١)
٤٠٨ ـ أمرتك الخيرفافعل مااُمرت به
فقد تركتك ذا مال وذانشب
وأما من قال : «أمرتك بكذا» وهو الأكثر فيشكل ; لأن شرط حذف العائد المجرور بالحرف أن يكون الموصول مخفوضاً بمثله معنى ومتعلقا ، نحو : ﴿وَيَشْرَبُ مِمّا تَشْرَبُونَ﴾ (المؤمنون / ٣٣) أي : منه ، وقد يقال : إن «إصدع» بمعنى : «اومر» ، وأما ﴿فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا﴾ في الأعراف (الآية : ١٠١) فيحتمل أن يكون الأصل : بما كذبوه ، فلا إشكال ، أو : بما كذبوا به ، ويؤيده التصريح به في سورة يونس (الآية / ٧٤) ، وإنما جاز مع اختلاف المتعلق ; لأن ﴿ما كانُوا لِيُؤمِنُوا﴾ بمنزلة : «كذبوا» في المعنى ، وأما ﴿ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ﴾ (الشورى / ٢٣) فقيل : «الذى» مصدرية ، أي ذلك تبشير الله ، وقيل : الأصل : يبشر به ، ثم حذف الجار توسعاً فانتصب الضمير ثم حذف.
مسألة
يجوز في نحو : ﴿تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ﴾ (الأنعام / ١٥٤) كون «الذي» موصولا اسمياً ; فيحتاج إلى تقدير عائد ، أي : زيادة على العلم الذي أحسنه ، وكونه موصولا حرفياً ; فلا يحتاج لعائد ، أي : تماماً على إحسانه ، وكونه نكرة موصوفة ; فلا يحتاج إلى صلة ، ويكون (أَحسَنَ) حينئذ اسم تفضيل ، لا فعلا ماضياً ، وفتحته إعراب لابناء ، وهي علامة الجر ، وهذان الوجهان كوفيان ، وبعض البصريين يوافق الثاني.
__________________
١ ـ نسبه ابن هشام في مغني اللبيب ، مبحث «ما» إلى عمرو بن معد يكرب ، وعزي إلى غيره أيضاً. راجع شرح شواهد المغنى : ٢ / ٧٢٧ و ٧٢٨ وشرح أبيات مغني اللبيب : ٥ / ٣٠٠.