عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ ﴾ (١) توجب فساد الأعمال المتقدِّمة ، والالتزام بذلك ممّا لا يضرنا فيما نحن بصدده ، لأنه أخص من المدعى وهو بطلان العمل بمطلق العجب. على أنّ الإفساد يمكن أن يكون بمعنى إذهاب الثواب ، لا بمعنى جعل العمل باطلاً يجب إعادته أو قضاؤه.
ومنها : ما عن ميمون بن علي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال « قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله » (٢) ، وهي مضافاً إلى ضعف سندها أجنبية عن بطلان العبادة بالعجب ، وإنّما تدل على أنّ المعجب قليل العقل.
ومنها : ما عن علي بن أسباط عن رجل يرفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ولو لا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً » (٣) وهي مرفوعة كالمرسلة من حيث السند ، ولا دلالة لها على المدعى أيضاً لأنها لو دلّت فإنما تدلّ على أن العجب محرم من حيث مقدمته أو من حيث إزالته كالذنب ، وأما بطلان العمل به فلا يستفاد منه بوجه. على أنها لا تدلّ على حرمته أيضاً وإلاّ لم يكن لجعله في مقابل الذنب وجه ، بل لا بدّ أن يقول إن هذا الذنب خير من ذلك الذنب.
ومع الإغماض عن جميع ذلك أيضاً لا دلالة لها على البطلان ، لأن وجه كون الذنب خيراً أن المكلّف غالباً يدور أمره بين العجب بعمله ، كما إذا عمل طيلة حياته بأعمال حسنة ولم يصدر منه ذنب لأنه حينئذ يعجب بنفسه حيث يرى صدور المعاصي عن غيره وهو لم يعمل إلاّ خيراً ، وبين أن يذنب ذنباً ويعقبه الندم لأن مفروض كلامه عليهالسلام هو المؤمن ، ومن الظاهر أن الذنب المتعقب بالندامة
__________________
(١) الحجرات ٤٩ : ١٧.
(٢) الوسائل ١ : ١٠٠ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٦.
(٣) الوسائل ١ : ١٠٠ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٧.