والمشاهد كالمساجد (*) في حرمة المكث فيها (١).
ما فيه حتى يدخلا » (٢) وهي كما ترى عكس الأخبار المجوزة للأخذ والمحرمة للوضع في المسجد ، حيث دلّت على جواز الوضع وحرمة الأخذ معللة بأن الوضع في المسجد لا يستلزم الدخول فيه فلا يكون حراماً ، لأن المحرّم هو الدخول ، فليضع الشيء فيه من الخارج ، إلاّ أنّ الأخذ منه لا يمكن بغير الدخول فيحرم لحرمة الدخول. وهي وإن كانت مؤكدة لما ذكرناه من أن جواز الأخذ لا يستلزم جواز الدخول في المسجد إلاّ أنها من جهة حكمها بجواز الوضع مخالفة لما قدّمناه. والذي يسهل الخطب أن الرواية مرسلة ولا ندري أن الواسطة أي شخص فلا تنهض حجّة في مقابل الأخبار المتقدِّمة.
إلحاق المشاهد بالمساجد
(١) هل المشاهد المشرفة تلحق بالمسجدين فيحرم المكث والمرور فيها ولو بعنوان الاجتياز ، أو أنها ملحقة بسائر المساجد فيحرم فيها المكث دون الاجتياز ، أو لا تلحق بهما ولا بسائر المساجد فلا مانع من المكث والاجتياز فيها؟ ذهب جماعة إلى إلحاقها بالمساجد لوجوه :
منها : أن روح المسجدية وحقيقتها التي هي شرافة المكان وكونه محلا للعبادة والتقرب إلى الله سبحانه متحققة في المشاهد على نحو أتم ، فيأتي فيها أحكام المسجد من حرمة المكث وغيرها لا محالة. وفيه : أن حرمة المكث والدخول تترتب في ظواهر الأدلّة على عنوان المسجد لا على معنى المسجد وروحه ، فتسرية أحكام المسجد إلى ما فيه روحه وحقيقته يحتاج إلى دليل.
ومنها : أن ترك مكث الجنب ودخوله فيها من تعظيم شعائر الله وقد قال الله
__________________
(*) على المشهور الموافق للاحتياط.
(١) الوسائل ٢ : ٢١٣ / أبواب الجنابة ب ١٧ ح ٣.