النعمان الرازي قال : «كنت مع أصحاب لي في سفر وأنا إمامهم ، فصلّيت بهم المغرب فسلّمت في الركعتين الأولتين ، فقال أصحابي : إنّما صلّيت بنا ركعتين فكلّمتهم وكلّموني ، فقالوا : أمّا نحن فنعيد ، فقلت : لكنّي لا أُعيد ، وأُتمّ بركعة فأتممت بركعة ، ثمّ صرنا فأتيت أبا عبد الله عليه‌السلام فذكرت له الذي كان من أمرنا ، فقال لي : أنت كنت أصوب منهم فعلاً ، إنّما يعيد من لا يدري كم صلّى» (١).

ولكنّها ضعيفة سنداً ودلالة. أمّا بحسب الدلالة فلأنّ الظاهر عدم القول بمضمونها من أحد حتّى الصدوق القائل بالصحّة ، فإنّه على الظاهر إنّما يلتزم بها فيما إذا لم يرتكب المنافي بعد التذكر وأنّ الذي يعذر فيه خصوص المنافيات الصادرة قبل حال الالتفات ، أمّا بعده فتجب عليه المبادرة إلى التتميم فوراً قبل أن يرتكب ما ينافي عمداً كالتكلّم ، أو حتّى سهواً كالحدث والاستدبار.

والرواية كما ترى صريحة في الارتكاب بعد الالتفات ، وأنّه كلّم القوم وكلّموه وتدارك النقص بعد الكلام العمدي. ولا قائل بالصحّة حينئذ كما عرفت.

وأمّا بحسب السند فالظاهر أنّ الرواية ضعيفة وإن وصفها في الحدائق بالصحّة (٢) ، فانّ علي بن النعمان الرازي مجهول ، والذي ثبتت وثاقته هو علي بن النعمان الأعلم النخعي ، الذي هو من أصحاب الرضا عليه‌السلام وهو غير الرازي ، فإنّه كان من أصحاب الصادق عليه‌السلام كما تشهد به نفس الرواية.

ويظهر منها أيضاً أنّه كان في زمن الصادق عليه‌السلام رجلاً يؤمّ القوم لاستبعاد إمامة المميّز أو من هو في أوائل البلوغ ، فكيف يحتمل عادة بقاء من هو كذلك إلى زمان الرضا عليه‌السلام؟

__________________

(١) الوسائل ٨ : ١٩٩ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ٣.

(٢) الحدائق ٩ : ١٢٥.

۴۲۲