بصير (١) وسماعة (٢).

ولا يقدح اشتمال هذه الروايات على حكاية سهو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنافي لأُصول المذهب في صحّة الاستدلال بها ، فإنّ الإمام عليه‌السلام لم يصدّق السائل ولم يقرّره في تلك الحكاية كما يشعر به جوابه بما يشتمل على كلمة «لو» في قوله : «ولو برح ...» التي هي للامتناع ، غايته أنّه عليه‌السلام لم يكذّبه فيما زعمه ، فلتكن محمولة على التقية من هذه الجهة. وأمّا بيان الحكم الكلّي وهو أنّ المصلّي لو برح استقبل الذي هو مناط الاستدلال فهو حكم واقعي ، ولا تقيّة فيه وإن كان التطبيق على المورد بعدم التكذيب مبنيّاً عليها كما عرفت.

ومن المعلوم أنّه ليس المراد من قوله عليه‌السلام : «لو برح ...» الحركة اليسيرة ومجرّد الانتقال ، إذ هو لا ضير فيه حتّى اختياراً وفي الأثناء بلا إشكال غايته أنّه يكفّ عن القراءة عندئذ ، بل المراد الحركة المستتبعة لارتكاب المنافي من الاستدبار ونحوه كما لا يخفى. فتدلّ هذه الروايات بوضوح على البطلان لو كان التذكّر بعد الإتيان بشي‌ء من المنافيات عمداً وسهواً.

ومنها : صحيحة الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال «قلت : أجي‌ء إلى الإمام وقد سبقني بركعة في الفجر فلمّا سلّم وقع في قلبي أنّي قد أتممت ، فلم أزل ذاكراً لله حتّى طلعت الشمس ، فلمّا طلعت نهضت فذكرت أنّ الإمام كان قد سبقني بركعة ، قال : فان كنت في مقامك فأتمّ بركعة ، وإن كنت قد انصرفت فعليك الإعادة» (٣) ، فانّ الانصراف ملازم للاستدبار عادة.

وهذه الأخبار كما ترى تعارض الطائفة الأُولى معارضة واضحة ، ولا سبيل

__________________

(١) الوسائل ٨ : ٢٠١ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ١٠ ، ١١.

(٢) الوسائل ٨ : ٢٠١ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ١٠ ، ١١.

(٣) الوسائل ٨ : ٢٠٩ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٦ ح ١.

۴۲۲