اشتملت إحداهما على الزيادة المزبورة دون الأُخرى ، ذكرهما في التهذيب (١) وأشار إليهما في الوسائل والحدائق. وعند ما تعرّض الشيخ للرواية الخالية عن الزيادة حملها على من لم يستدبر القبلة كما نقله عنه في الوسائل ، وليست تلك الزيادة من كلام الشيخ كما توهّمه المستظهر. وكيف ما كان ، فهذا الحمل الذي ذكره الشيخ قدس‌سره للصحيحة بعيد جدّاً ، فانّ الخروج مع الناس عن المسجد ملازم للاستدبار عادة ، إلّا أن يفرض أنّ باب المسجد على جهة القبلة ويرجع القهقرى ، لكنّه فرض نادر كما لا يخفى.

ومنها : صحيحة زرارة «عن رجل صلّى بالكوفة ركعتين ثمّ ذكر وهو بمكّة أو بالمدينة أو بالبصرة أو ببلدة من البلدان أنّه صلّى ركعتين ، قال : يصلِّي ركعتين» (٢).

وموثّقة عمّار في حديث «والرجل يذكر بعد ما قام وتكلّم ومضى في حوائجه أنّه إنّما صلّى ركعتين في الظهر والعصر والعتمة والمغرب ، قال : يبني على صلاته فيتمّها ولو بلغ الصين ، ولا يعيد الصلاة» (٣). وهما صريحتان في المطلوب.

وبإزاء هذه الأخبار روايات أُخرى كثيرة أيضاً فيها الصحيح والموثّق قد دلّت على البطلان :

فمنها : صحيحة جميل «عن رجل صلّى ركعتين ثمّ قام ، قال : يستقبل ، قلت : فما يروي الناس ، فذكر حديث ذي الشمالين ، فقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يبرح من مكانه ، ولو برح استقبل» (٤). ونحوها موثّقة أبي

__________________

(١) التهذيب ٢ : ١٨٤ / ٧٣٢ ، ٣٤٦ / ١٤٣٦.

(٢) الوسائل ٨ : ٢٠٤ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ١٩.

(٣) الوسائل ٨ : ٢٠٤ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ٢٠.

(٤) الوسائل ٨ : ٢٠٠ / أبواب الخلل الواقع في الصلاة ب ٣ ح ٧.

۴۲۲