«يتمّ ما بقي ...» إلخ ، إذ الأمر بالإتمام ملازم للصحّة فيلزم التكرار ، والحمل على التأكيد خلاف الأصل ، وليس ثمّة أثر يتوهّم ترتّبه كي يتصدّى لنفيه عدا سجدتي السهو.

وبعبارة اخرى : بعد وضوح عدم احتمال العقاب فيما يصدر سهواً يدور الأمر بين أن يكون المراد نفي الإعادة المستلزم للتأكيد ، أو نفي سجود السهو الملازم للتأسيس ، وكلّما دار الأمر بينهما فالتأسيس أولى ، هذا.

وللنظر في ذلك مجال واسع ، فانّ المنسبق إلى الذهن والمتفاهم العرفي من مثل هذه العبارة هو التأكيد ، كما لعلّه الدارج المتعارف في الاستعمالات في عصرنا الحاضر ، فنجيب عن نظير المسألة بأنّه يتمّ صلاته ولا شي‌ء عليه ، ونعني به نفي الإعادة تأكيداً لما ذكر أوّلاً.

وأولوية التأسيس من التأكيد ليست قاعدة مطّردة وضابطاً كلّياً ، بل يختلف ذلك حسب اختلاف الموارد وخصوصياتها ومناسبات الحكم والموضوع ، فربما يكون التأكيد هو الظاهر من الكلام كما في المقام.

ومع الغضّ عن ذلك فلا أقلّ من الإجمال المسقط للاستدلال ، ولا بدّ في رفع اليد عن ظهور تلك النصوص في الوجوب والحمل على الاستحباب من ظهور أقوى بحيث يصلح للقرينية كما لا يخفى.

والذي يكشف عمّا ذكرناه من استظهار التأكيد وكون المنفي هو الإعادة قوله عليه‌السلام في الصحيحة الاولى (١) : «تكلّم أو لم يتكلّم» ، إذ في فرض عدم التكلّم لا موجب لسجود السهو كي يتصدّى لنفيه ، فلا بدّ وأن يكون المنفي شيئاً يتّجه نفيه على التقديرين كي تصحّ التسوية بين الأمرين ، وليس هو إلّا الإعادة.

__________________

(١) من الصحيحتين الأخيرتين.

۴۲۲