ومنها : ما عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق ثمّ يعمل شيئاً من البرّ فيدخله شبه العجب به ، فقال : هو في حاله الاولى وهو خائف أحسن حالاً منه في حال عجبه » (١) وربّما يتوهم أن في سند الرواية إشكالاً ، لأن فيه محمّد بن عيسى عن يونس ، وقد تكلّم بعضهم فيما رواها محمّد هذا عن يونس ، وهو توهم فاسد ، وقد ذكرنا في محلِّه أنّ الرّجل في نفسه ممّا لا كلام عليه كما أن روايته عن يونس كذلك (٢) فليراجع.
وأما دلالتها فهي أيضاً قاصرة حيث لم يقل عليهالسلام : إن عمله الأوّل أي القبيح الذي يستكشف بقرينة المقابلة أحسن من عبادته التي فيها عجب ، بل قال : إن حالته في ذلك العمل أعني الخوف الذي هو عبادة أُخرى عند الندم والتوبة لأن حقيقتها الخوف والندم أحسن من حالته الثانية وهي العجب وهو مما لا كلام فيه وإنما البحث في بطلان العبادة بالعجب وهو لا يكاد يستفاد من الحديث.
ومنها : ما عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله في حديث قال موسى بن عمران عليهالسلام لإبليس : أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ، قال : إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغر في عينه ذنبه. وقال قال الله عزّ وجلّ لداود : يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين ، قال : كيف أُبشر المذنبين وأُنذر الصديقين؟ قال : يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلاّ هلك » (٣).
وهي ضعيفة السند بالإرسال ، وعادمة الدلالة على بطلان العمل بالإعجاب ، لأن
__________________
(١) الوسائل ١ : ٩٩ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢.
(٢) معجم رجال الحديث ١٨ : ٩١.
(٣) الوسائل ١ : ٩٩ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٣.