ونحوه ـ أيضا ـ ما ذكره في شرح حكمة الاشراق (١) في باب الدلالات الثلاث ؛ حيث قال : ( الدلالة الوضعية تتعلق بارادة اللافظ الجارية على قانون الوضع ، حتى أنه لو اطلق واريد منه معنى وفهم منه لقيل : إنه دالّ عليه ، وإن فهم منه غيره فلا يقال : إنه دالّ عليه ، وإن كان ذلك الغير ـ بحسب تلك اللغة أو غيرها أو بارادة اخرى ـ يصلح لأن يدل عليه .. الخ ) ، ثم قال : ( والمقصود هي الوضعية : وهي كون اللفظ بحيث يفهم منه عند سماعه أو تخيّله بتوسّط الوضع معنى هو مراد اللافظ ). انتهى.
وبعد التدبّر في هذه الكلمات ـ الظاهرة أو الصريحة في حصر الدلالة
__________________
توفي في ذي القعدة سنة ( ٧٦٦ ه ) في دمشق ، ودفن في الصالحية.
( روضات الجنات ٦ : ٣٨ ) بتصرف.
(١) شرح حكمة الاشراق للحكيم المحقق قطب الدين الشيرازي ـ انتشارات بيدار ـ ص : ٣٦ مع اختلاف يسير.
وهو مسعود بن مصلح الفارسي الكازروني الشافعي الملقّب بالعلاّمة عند علماء العامة صاحب المصنفات الكثيرة المتينة في الحكمة والاصول والأدب وغيرها والمعروف بالقطب الشيرازي.
ولد بشيراز سنة ( ٦٣٤ ه ) وكان أبوه طبيبا بها ، وهو ابن اخت الشيخ مصلح الدين السعدي الشيرازي الشاعر المشهور.
قرأ على والده وعمه والزكي الركشاوي والشمس الكاتبي ، ثم سافر إلى نصير الدين الطوسي ، ولازم خدمته ، وقرأ عليه ، وبرع في العلوم ، ثم دخل الروم فأكرمه صاحبها ، وولي قضاء سيواس وملطية ، وقدم الشام ، ثم سكن تبريز ، ودرس بها العلوم العقلية ، وحدث عن الصدر القونوي وعن يعقوب الهمداني ، وأدرك آخر زمان فخر الدين الرازي وشهاب الدين السهروردي ومحيي الدين بن عربي ، وكان جامعا للعلوم فاشتهر بلقب العلاّمة.
له مؤلفات مبسوطة منها : ( شرح قانون الطب ) و ( شرح حكمة الاشراق ) وغيرها.
انصرف في آخر عمره عن الاشتغال بالمطالب الحكمية وأخذ في مراسم العبادة والتلاوة وتعليم القرآن المجيد في محوطة تبريز ، وكانت وفاته في سنة ( ٧١٠ ه ).
( روضات الجنات ٦ : ٤٦ ) بتصرف.